سمير كنعان – رياضة العرب:
في أقوى سوقِ انتقالاتِ مدربين على الإطلاقِ منذُ متابعتِنا لكرةِ القدمِ والدورياتِ الأوروبية، شهِدَ الدوري الإنجليزي تعاقداتٍ لثلاثةٍ مِنْ أفضلِ مدربي اللعبة في هذا الوقتِ الحاضر، وهم أرطبونُ المدربين “مورينيو” لليونايتد فريقِ الشياطين الحُمر كبيرِ مدينةِ مانشيستر، وفيلسوفُ الكرةِ “جوارديولا” مع القطبِ الثاني للمدينةِ “السيتي” السماوي المدجّجِ بأموالِ الخليج، والإيطالي قائدُ الجيوشِ كما يسمّونه “أنطونيو كونتي” الوافدُ الجديدُ على قمةِ تصنيفِ المدربين العالميّين مع كتيبةِ البلوز تشيلسي.
وبخلافِ تواجُدِ الثائرِ “يورغان كلوب” مع الريدز ليفربول والإيطالي “رانييري” أسطورةِ الوصافةِ الذي كسرَ نحْسَه أخيراً بلقبٍ كالخرافةِ مع “ليستر سيتي” النادي الصغير جداً، مفجّراً أكبرَ مفاجآتِ تاريخِ البريميرليغ، إضافةً لسيّدِ الكشافين متخصّصِ الأكاديميّاتِ “فينغر” الثابت مع المدفعجية الآرسنال، والمجتهدِ “بوكيتينيو” رجلِ النهضةِ اللندنيّةِ مع الهوتسبيرز توتنهام، يصبحُ لدينا سبعةُ مدربينَ عمالقةٍ مع أنديةٍ كبيرةٍ في أقوى دورياتِ العالمِ وأكثرِها إثارةً، لترتفعَ تكهّناتُ المتابعينَ أنَّ الموسمَ القادمَ سيكونُ حرباً ضروساً بينهم، مما قدْ يؤثّرُ سلباً على أدائِهم الأوروبي “كما جرَتِ العادةُ بالسنواتِ الأخيرةِ”، خاصةً بتماسكِ الأنديةِ الأوروبيةِ العملاقةِ برئاسةِ نادي القرن “ريال مدريد” حاملِ اللقبِ مع أسطورتِهم زيزو، والبلوغرانا صاحبِ ثلاثيّة تاريخية “ثانية” لإقليم كتالونيا، وماردِ ألمانيا الأحمرِ البافاري “بايرن ميونخ”، وكبيرِ إيطاليا “يوفنتوس” السيدةِ العجوزِ التي عادتْ لصِباها، ما يبشّر بوجبةٍ كرويةٍ دسمةٍ فوقَ العادةِ في دوري الأبطال!!
وانطلقتْ بالفعلِ بطولةُ الدرعِ الخيريةِ “السوبر الإنجليزي” بين بطليْ الدوري والكأس، ليستر سيتي مع المحنّكِ “رانييري” في مواجهةِ مان يونايتد مع السبيشل وان “مورينيو”، وكانتْ مباراةً متوسطةَ المستوى لكنّها قويةٌ جداً من الناحيةِ التكتيكيةِ والنديّة، انتهتْ بنتيجةِ 2/1 بفوزٍ مقنعٍ لشياطينِ مانشيستر على ثعالبِ ليستر، بِبَصْمةِ السلطانِ “إبراهيموفيتش” سيدِ الهدافين والبطلِ المتوَّجِ مع كلّ الأنديةِ التي احترفَ بها بدءاً من آياكس وحتى باريس سان جرمان.
ورغمَ صُعوبة المباراةِ وجاهزيّة ليستر أكثر، إلا أنَّ مورينيو استطاعَ خطْفَ الفوزِ وأولِ ألقابِه مع اليونايتد، حتى لو كانَ لقباً صغيراً إلا أنّه بعثَ من خلالِه رسالةً خاصةً “لـلنجوم الستة”، وأقصدُ بها مدرّبي الدوري مع الأنديةِ الكبرى وهم: كونتي-كلوب-جوارديولا-بوكيتينيو-فينغر-رانييري!!
رسالةٌ مفادها أنّ مورينيو لمْ يبقَ في الدوري الإنجليزي للمالِ والشهرةِ، وإنما للمنافسةِ والألقابِ المحليةِ الممكنةِ، تجهيزاً للمنافسةِ الأوروبيةِ بعد عامٍ كاملٍ، حيث لنْ يشاركَ اليونايتد في الأبطالِ هذا الموسم لعدمِ تمكُّنِ المدربِ السابق “فان غال” من تحصيلِ مركزٍ رابعٍ مؤهلٍ خلال موسمٍ كارثي، إلا أنه نجَحَ بخطْفِ لقبِ الكأسِ ما أتاح لمورينيو الوقوفَ بالأمسِ أمامَ بطلِ الدوري في مباراةِ الدرع، ليزيدَ غلّتَه من الألقابِ وبحلّةٍ جديدةٍ هذه المرة، حلّةِ غريمٍ سابقٍ أصبحَ اليومَ هو البيتُ الحالي وربما الأزلي، لو استطاعَ إعادةَ كتابةِ سيناريو أسطورةِ الشياطينِ السير “آليكس فيرغسون”، الذي أوصلَ النادي لمكانتِه الحالية كعملاقٍ بين أندية أوروبا بحَصْدِ 34بطولةً على مدار 27عاماً من التدريب!!