وائل منتصر – رياضة العرب
خلال السنوات الماضية وتحديداً منذ أن بدأت اتحادات أهلية عديدة في اتخاذ خطوات بتحويل الدوري المحلي إلى دوري محترفين، لاحظ العديد من المتابعين والفنيين جهل عدد ضخم من الجماهير ببعض المسميات والوظائف والشراكات التي أبرمتها بعض الأندية.
وبغض النظر عن طبيعة العلاقة بين الشركاء والأندية، إلا أنه من الواجب على الشارع الرياضي – خاصة الإعلاميين – توضيح أمور كثيرة للجماهير التي لها حقوق علينا في تفسير العديد من الأمور الخاصة بهذا الملف.
وهنا سنتحدث على سبيل المثال لا الحصر عن دوري عبداللطيف جميل وأنديته التي أبرمت شراكات مع مؤسسات لها وزنها ولها من الصيت والسمعة الكثير والكثير. هنا في المملكة يوجد أندية مثل الهلال والاتحاد والأهلي، أبرمت شراكات مع عدد من الشركات سواء طبية أو نقل جوي وغيرها، لكن لا أحد يعرف طبيعة العلاقة بين هذا وذاك إلا القليل.
بداية لا يجب خلط الأوراق والدمج بين الراعي الرسمي لنادٍ ما وبين الشريك الاستراتيجي، إذ أن الراعي الرسمي يدفع أمولاً ومكافأت ويشارك أحياناً كثيرة في عقود المدربين واللاعبين.
أما الشريك الاستراتيجي فيقوم النادي بتوكيله لإدارة أمر معين في النادي دون أن يتدخل بأمواله في الشأن الإداري الداخلي لهذا النادي. من هنا، يجب على الجماهير أن تعي أن الشريك ليس راعٍ للنادي أو لفريقه، فهناك مثلاً الهلال والاتحاد تقوم بوبا العربية بعمل جميع الفحوصات الطبية على لاعبي الفرق، وهذا الأمر لا يعد رعاية بل شراكة فقط.
هناك أيضاً شركة طيران الاتحاد التي وقعت اتفاقية مع نادي الاتحاد، لتصبح بموجبها شركة الطيران الناقل الرسمي للفريق، مع بعض الخدمات التي تقدمها الشركة للجماهير مقابل بعض المميزات.
وبمناسبة ذكر بوبا العربية، فإن معظم جماهير الهلال والاتحاد يوجهون سهام النقد نحو القائمين عليها ويلقون عليها باتهامات بالتسبب في تعدد إصابة لاعبي الفريقين، وعدم الإعداد الجيد لهم، على الرغم أنه ليس أمراً موكلاً للشريك الطبي إطلاقاً، فهناك مدرب أحمال للفريق ومعد بدني هذه وظيفتهم بمشاركة الجهاز الطبي.
الفقرة الأخيرة تدخل ضمن عدم اهتمام الصحافة والإعلام ومسئولي الأندية بتقديم تفسيرات للجماهير عن طبيعة عمل كل شريك للنادي، برغم انتشار هذه الانتقادات أمام الجميع في وسائل التواصل الاجتماعي!
باختصار، دور الإعلام والصحافة – خاصة الرياضية – لم يعد تقديم معلومة تهم الجماهير وتصريح يفسر خطأ ما، لكن للأسف أصبحت الصحافة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي مسرحاً للغة الانتشار فقط، فهذا يريد زيادة المتابعين، وذاك يبحث عن ضغطة إعجاب (لايك) لكن في الحقيقة كل ما يدور لا يستحق الإعجاب أو حتى المتابعة!
وائل منتصر
ناقد رياضي