محمود السيد معوض – رياضة العرب
عقب تحقيق فريق صان داونز إنتصاراً كبيراً على الزمالك بثلاثية نظيفة في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا خرج الجميع من عشاق الكرة المصرية في حالة من التشاؤم والإستسلام بأن الأمور قد حسمت لصالح الفريق الجنوب أفريقي وأن الحلم تحول إلى كابوس مفزع ولكن منذ متى والأمور تنتهي في لعبة الجلد المدور قبل إطلاق الحكم صافرته معلناًَ تتويج أحد الفريقين باللقب الثمين ولكن لماذا لانتعلم من دروس الماضي فمراراً وتكراراً تعطي لنا كرة القدم دروساً في القتالية وعدم اليأس حتى الرمق الأخير ..
الساحرة المستديرة مليئة بالمواجهات التي شهدت إنقلاب نتيجة المباراة بعدما أيقن الجميع بأن المباراة قد انتهت تماماً لدرجة أن البعض لم يهتم بتكملة المباراة حتى النهاية ليتفاجئون بعد ذلك بأن الأمور قد تغيرت ومعالم بطولة قد تحولت وفرحة عارمة تحولت إلى حزن عميق ويأس تحول إلى نشوة.
وفي ربع نهائي مونديال الشباب 1989 فبعدما تأخرت نيجيريا برباعية نظيفة وظن الجميع بأن منتخب روسيا قتل أحلام النسور حتى مدرب روسيا قام بإخراج أبرز نجومه من أجل إراحتهم حتى لايصابوا بإرهاق بدني قبل مباراة نصف النهائي ولكن الساحرة المستديرة تعاقبه أشد العقاب وتلقنه درساً لن ينساه وسيظل محفوراً في ذكرياته بعدما تمكنت نيجيريا من إحراز 4 أهداف خلال 26 دقيقة من الشوط الثاني ليحتكم الفريقان في نهاية المطاف لركلات الترجيح والتي أنصفت النسور النيجيرية في غرائب.
ومن عجائب كرة القدم لتتأهل على حساب روسيا بعدما شهدت المباراة إنقلاب تاريخي لنسور نيجيريا والميلان تقدم بثلاثة أهداف نظيفة على ليفربول في نهائي دوري الأبطال 2005 وبعد الهدف الثالث قال المعلق عدنان حمد انتهت المباراة ليتأكد عقب نهاية الملحمة الكروية بأن كرة القدم ليس لها أمان بعدما عاد الليفر وسجل ثلاثة أهداف في الشوط الثاني ويفوز بالمباراة وحتى في لقاء الإفتتاح لأمم أفريقيا 2010 شهد عودة تاريخية لمنتخب مالي في الربع ساعة الأخيرة من عمر اللقاء بعدما تأخر بأربعة أهداف نظيفة توقع الجميع أن الأمور قد حسمت تماماً وأن أنجولا ضمنت أول ثلاث نقاط ولكن لعبة الجلد المدور لها رأي أخر وتعاقب لاعبي أنجولا على التهاون والإعتقاد بأن المباراة قد انتهت لتسجل مالي 4 أهداف وتنتهي المباراة بالتعادل حتى في العام الماضي فاز النجم الساحلي على الزمالك 5-1.
وفي لقاء الإياب وعلى رغم من الطرد المبكر لمدافع الزمالك علي جبر في الدقيقة السادسة إلا أن رجال الزمالك أتسم أداءهم بالقتالية وأمنوا بحظوظهم ودافعوا عن سمعة الكرة المصرية وسجلوا ثلاثة أهداف نظيفة وأضاعوا العديد من الفرص التهديفية والتي كانت كفيلة لحسم التأهل وهزيمة النجم الساحلي بنتيجة ثقيلة وكان الزمالك قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائي البطولة إلا أن كرة القدم ابتسمت في النهاية للأشقاء التوانسة ولكن خرج لاعبي الزمالك مرفوعي الرأس وسط تحية جماهير الفارس الأبيض العاشقة للكيان لذلك على لاعبي الزمالك بذل قصارى جهدهم في لقاء الإياب وسط حضور جماهيري كبير وأن لايبخلوا بنقطة عرق في سبيل إسعاد هذه الجماهير الغفيرة التي تشتاق لهذا اللقب وعلى الجماهير تشجيع اللاعبين حتى الرمق الأخير مهما تأخر الهدف ولكم في دروس الماضي عبرة.