القاهرة-أحمد أشرف:
لم يكن أحد يعلم سر تحكمه بهذه الطريقة عليها، رغم جنونها وتمردها لكنها كانت تطيعه وتهدأ تحت قدميه كلما أمرها بأمر.
كنت أحد الباحثين عن سر عشق هذه المجنونة به، وحده دون غيره فكلما راوضها كانت تستسلم، وكأنهما عاشقان كتبا قصة حب جديدة.
هدفه في مونديال فرنسا 98، والذي سجله في شباك الأرجنتين، كان خير شاهد على قصة العشق الذي جمعته بالساحرة المستديرة. يتحكم بالكرة بكل سلاسة ويراوغ “أيالا” مدافع الأرجنتين بكل سهولة قبل أن يطلق صاروخا في أقصى المرمى، ليسعد الملايين بهدف يظل محفورا في الذاكرة.
من ينسى مداعبته للكرة برقة ودهاء، متجاوزا مدافع نيوكاسل قبل أن يسجل هدفا يعد أحد أروع الأهداف التي سُجلت في التاريخ. أهدافه المميزة لا يُمكن أن تُنسى، وبالرغم من ذلك كان أحد اللاعبين الأساطير الذين ظلمهم الإعلام.
“دينيس بيركامب”، أو اللاعب ذو الثمانية أعين كما يُلقب ولد دينيس بيركامب عام ١٩٦٩ وبدأ مسيرته الاحترافية مع أياكس منذ أن كان في سن الـ١٢ عاماً وخاض أولى مبارياته الرسمية تحت قيادة المدرب والأسطورة يوهان كرويف عام ١٩٨٦.
عرف بيركامب بقدرته على الالتفاف حول نفسه واللاعبين والكرة كالمغناطيس بين قدميه، وهو أكثر اللاعبين تطبيقاً لأسلوب السهل الممتنع فما كان يقوم به لا يبدو صعباً للعيان لكنه في الحقيقة مستحيل حتى للاعبين ما يشبه أسلوب الأسطورة الفرنسية زيد الدين زيدان.
لم يأخذ بيركامب حقه الإعلامي كلاعب على الرغم من مهاراته الفائقة وتمريراته التي لم يشهد لها عالم كرة القدم مثيلاً بسبب مشكلته النفسية مع الطيران حيث كان يخشى هذا الأسطورة الهولندية استقلال الطائرة والانتقال مع فريقه لخوض المباريات.
سر تلقيبه بـ”اللاعب ذو الثمانية أعين”، هو أنه كان يرى مالايراه اللاعبون والجمهور أيضا، كما أنه كان يفعل الأشياء الصعبة وغير المتوقعة.
كان مدربه الفرنسي، ارسن فينجر قد اشاد بقدراته قائلا:” بيركامب لا يلقَ هالة إعلامية كبيرة, لكنه جعل مهمة من يخلفه في الآرسنال شبه مستحيلة”.
أما زميله في أرسنال، الأسطورة الفرنسية تييري هنري فقد قال:” إنه سيبقى أفضل من لعبت إلى جانبه في تاريخي”.