سمير كنعان -رياضة العرب:
تغنّى الجميع بين أقطار الأرضِ بفوز “إي سي ميلان” كبير إيطاليا أوروبياً على غريمه “يوفنتوس” سيد إيطاليا محلياً في موقعة السوبر بين بطليْ الدوري والكأس، بما أنّ اليوفي قد حقق الثنائية فقد وجبت مواجهة وصيفه في الكأس مرةً أخرى للسوبر، ولكن مهلاً ..!! الميلان لمْ يفزْ بل تعادل بهدف لمثله واحتكم الفريقان لعلامة الترجيح التي ابتسمت للروزونيري وخذلتْ بوفون ورفاقه، وتُوّج مونتيلا بأول ألقابه كمدرّب مع أحفاد مالديني. لم يفزْ ميلان بأحسن أحواله على يوفنتوس بأسوأ لحظاته، فكيف للعالم أن يحتفل بعودة ميلان؟! كيف للمتابعين أن يقولوا ميلان الكبير يعود؟! بمنْ سيعود؟! بالأسباني “سوزو” والإيطالي بونافنتورا ودي تشيلو وآباتي وحارس “صغير عملاق” مازال بالمدرسة الثانوية، وإن رأيتُ فيه مستقبل الآتزوري خلفاً لبوفون؟ أهكذا يعود كبير إيطاليا الذي صال وجال في ملاعب أوروبا قاهراً الكبار والصغار وله 7 نجوم أبطال أوروبا؟ لا يا سادة يا كرام ،، ولو أجابني أحدٌ بأنّ الميلان أحرز لقباً ثميناً عن جدارة واستحقاق، سأردّ عليه بأنّ آليجري من أهدى البطولة لمن دربهم في السابق ويبدو أن عقله تخلّف عن العمل في مواجهة أصدقاء الأمس!! وإليكم تفاصيل جرائم آليجري:
1-نبدأ من التشكيل والتكتيك الذي أبدع آليجري بالتخبّط فيه والتّوهان، تارةً يلعب 3-5-2 وأخرى 4-4-2 وغيرها 3-2-4-1 إلى ما شاء الله له أن يخترع!!
2-خطة 4-4-2 سقطت أمام فريق لا يلعب العمق أبداً ويعتمد على لاعبيْن فقط لا ثالث لهما: الجناحان سوزو وبونافنتورا على الجبهتيْن اليمنى واليسرى، وحتى رأس حربتهما كان معمياً عن الشباك أو غير موفق تماماً، ولو كان باكا في يومه في ظل تبعثر يوفنتوس لانتهت المباراة بفضيحة!! ومع ذلك أصرّ آليجري على رباعي الخلف ليشتنشتاينر وساندرو للأطراف وروغاني مع كيليني قلبيْ دفاع!!
3-كيف يجلس بارزالي على دكة البدلاء وأنت تلعب مباراة لقب؟ وهل رأى أحدكم اليوفي يتلقى هدفاً بهدذ الطريقة في وجود بارزالي وبونوتشي؟؟ وإن عذر البعض آليجري بغياب سرّ قوة يوفنتوس ومنتخب إيطاليا في السنوات الأخيرة وهو ثلاثي (بي بي سي) بارزالي بونوتشي كيليني، فأنت تمتلك ضلعيْن منه الأول والثالث، إضافةً للفتى الذهبي الصاعد روغاني لينوب عن بونوتشي أو حتى المغربي بن عطية!! بمعنى أنّ الخيارات الدفاعية موجودة لكنه آثر الاختراع والفلسفة غير المنطقية ولا المحسوبة.
4-لماذا لم يقتنع حتى الآن بعدم التفاهم بين أسديْن كلاهما يسعى لافتراس طريدته (هيجوين-ماندزوكيتش)؟ 5-لو اعتبرنا أنه يخبئ ديبالا ورقة رابحة فكيف تشركه في وجود نفس الثنائي؟ هل تلعب الكل في الكل، لا يا عزيزي آليجري أنت تلعب المتاهة وباحتراف!! فكيف تفتّق ذهنك العبقري عن احتمالية نجاح الثلاثي ديبالا هيجوين ماندزوكيتش بدون المموّل الرئيسي (خط الوسط) على اعتبار أنه كان مهلهلاً.
5-تبديلات غير معقولة، فلو اعتبرنا أن إصابة ساندرو الظهير البرازيلي كانت مؤثرة، فأنت أكملت المشكلة بل وضاعفتها بإشراك إيفرا واستكمال فضيحة 4-4-2 التي قنصها سوزو و”مسح الأرض” بإيفرا صانعاً هدف التعادل وأكثر من فرصة خطيرة تكفل بها سوء حظ باكا وتألق بوفون وشراسة وغرينتا المحارب كيليني. ثم كان التبديل الخرافي الذي صعق الجميع بخروج بيانيتش الوحيد الذي بإمكانه تمويل خط الهجوم؟؟ ودخول ديبالا كان حتمياً لكنه جاء بطريقة وظروف سيئة، فكأنه لم يكنْ!!
6-أي مدربٍ هذا الذي يرى جبهة آيلة للسقوط، بل شارعاً مفتوح المصراعيْن، ولا يتحرك ليغلقه؟؟ ألمْ يشاهد الأسطورة آليجري أنّ جبهته اليسرى مع إيفرا كانت ثغرةً تكفي لدخول فيل كامل إلى شباك بوفون!! ولمْ يحرك ساكناً، بل تحرك كيليني الذي بخبرته فهم حتمية مساندة إيفرا على سوزو فالأول عجوز شارف الموت الكروي، والآخر كان في أحسن حالاته على الإطلاق منذ مسيرته الاحترافية، وكانت الكارثة حين خرج كيليني من منطقته لتغطية الجبهة اليسرى ترك روغاني وحيداً أمام باكا ليتلقى عرضية سوزو، ولا ضيْرَ في ذلك إلّا… إلّا أنّ العرضية ذهبت باتجاه الجناح الأيمن بونافنتورا الذي أتقن دور المهاجم الخفي ليسبق ليشتنشتاينر الذي أتقن هو الآخر التغطية العكسية لكنها تأخرت ب4 سنتيمترات كانت كفيلة لتهزّ شباك الأخطبوط، معلنةً هدف التعادل.
7-ماذا كان ينتظر آليجري بعد تقدمه بهدف كيليني من ركنية؟! أن يُنهي ساعة كاملة بالدفاع حتى صافرة الحكم؟! أوَ لمْ يتعلم أنّ استكمال الهجوم على خصم ليس خبيراً كأشبال ميلان يكفل لك الاحتفال بثلاثة أهداف على الأقل؟!
8-وصبره غير المعقول على تراجع مستوى خضيرة وبطء حركته في مواجهة شبان ذوي لياقة بدنية عالية، ونزول لومينا بعد فوات الآوان لتعديل أمور الوسط، ولكن كيف تعدله وقد حطمته بخروج بيانيتش؟! تشكيلة مثالية: في المقابل لعب مونتيلا بالدرع الحديدي كما أحب تسميته، أي بخطة 4-1-4-1 والتي تجعلك تضخّم فريقك إلى 15 لاعباً بدلاً من 11 خاصة بجاهزية العامل البدني، حيث تلعب للدفاع بخمسة (رباعي الخلف ولاعب الارتكاز المتأخر)، وللوسط بخمسة أيضاً (لاعب الارتكاز نفسه مع رباعي أمامه)، وتهجم على خصمك بخمسة آخرين (4 الوسط مع رأس الحربة) ليكون لديك خطة حديدية 5-5-5 بمعنى الكلمة!! كانت هذه الخطة ستُقهر لو لعب اليوفي (دون عجرفة آليجري) بطريقة 3-1-4-2 بوجود بارزالي حوله روغاني وكيليني وأمامهم ستورارو،، ثم رباعي الوسط لومينا وبيانيتش على يسارهما ماركيزيو ويمينهما كوادرادو، ويترك مهمة الهجوم لأي اثنين من الثلاثي المتاح ديبالا هيجواين ماندزوكيتش، على أن يكون الثالث بديلاً في الشوط الثاني لمن ناله الإرهاق!! خلاصة القول أنّ فضيحة آليجري التدريبية ليلة السوبر هي من جعلت السوبر ميلان، ولكنها لم تجعل الميلان سوبر!!
فهل يرى من قال بعودة ميلان أنه يصمد بدوري الأبطال أمام صغائر الدوريات الكبرى؟؟ مثلاً إشبيلية من الليغا ونابولي من الكالتشيو نفسه، ومونشنغلادباخ من البونديسليغا، أو ليستر سيتي من البريميرليغ؟!