إسلام صُبيح-رياضة العرب:
أن حب كرة القدم و الشغف بها و القدرة على ممارستها في كثير من الأحيان يوّرث،ولأن الجينات توّرث من قديم القِدم..
فقد شهد عالم المستديرة و عاصر العديد من المواهب و اللاعبين الذين أتوا من خلفيات و أُسر رياضية كروية.. مع العلم أنه ليس بالضرورة أن تكون الموهبة مكتسبة وراثياً فعالم الجينات يعاني من طفرات و شواذ و ليس كل مبدع له أب مبدع.
فكثيرون هم اللاعبون الذين شرفوا أبائهم بل تفوقوا عليهم موهبة وشهره ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر باولو مالديني الفائز بخمس بطولات شامبيونزليج مع ميلان وأفضل مدافع إيطالي في التاريخ وربما العالم.
سيرجيو بوسكيتس والذي كان والده حارساً عادياً للبرسا في بداية التسعينات، إيدور جوديونسون والذي لعب لكبار فرق أوروبا مثل تشيلسي والبارسا، وهذا اللاعب له حادثة متفردة في عالم كرة القدم وتختص بموضوعنا ، ففي تاريخ 24 أبريل من عام 1996 كان هناك حدث تاريخي نادر، حيث لعب جودينسون مع والده ضمن صفوف منتخب بلدهما أيسلندامعاً ضد أستونيا..!
ولأن الشيء بالشيء يُذكَر، فقد ظهر على مر التاريخ أبناءاً لأساطير كروية، ورأى فيهم مشجعو الساحرة المستديرة مستقبلاً حافلاً كآبائهم، لكنهم خيبوا الآمال ولم تكن لهم صِله بآبائهم اللهم إسمهم فقط.
وفي هذا التقرير سأحاول استعراض عديد اللاعبين الذين ضلّوا طريق الآباء، وآخرين ينتظر العالم منهم أن ينثروا الإبداع، لعلهم يُحيون ذكري آبائهم.
مواهب ضلّت الطريق:
نجل بيليه.. من حارس فاشل إلي مُهرب مخدرات:
“ايدينيو بيليه” إبن الأُسطورة البرازيليه بيليه، وقد لعب في مركز حراسة المرمي، لكنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يترك أي بصمه، لينتهي به الأمر مُتهماً في قضايا تهريب مخدرات.
نجل مارادونا.. لاعب درجه رابعه:
“جونيور مارادونا” إبن أُسطورة كرة القدم الأرجنتينيه دييجو أرماندو مارادونا، انجبه من فتاه إيطاليه حينما كان يتوهج مع نابولي.. ولم يعترف به لسنوات طويله قبل أن يُقر فيما بعد بأبوته..
أراد “جونيور” السير على خطى والده من خلال اللعب منذ كان طفلاً في أندية محلية بإيطاليا، لكنه كذلك لم يحمل أياً من “الجينات الكروية” لوالده، إذ أخفق في البروز وكان أقصى ما وصل إليه هو الالتحاق بناد أرجنتيني يلعب في دوري الدرجة الرابعة.
نجل كرويف.. نهايه في إسرائيل:
“خوردي كرويف” إبن الأُسطورة الهولنديه ومخترع اسلوب الكره الشامله يوهان كرويف.. لعب خوردي مع الفريق الثاني لنادي برشلونة، قبل أن يصبح لاعباً عادياً في الفريق الأول، وعلى نحو مفاجئ تحول إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي حيث أمضى في صفوفه 4 سنوات، قبل أن يجرب حظه مع ثلاثة أندية إسبانية أخرى هي سيلتافيجو والافيس واسبانيول.
وبعد فشله في السير على خطى والده في الملاعب الإسبانية، التحق خوردي بنادي ميتالورش دونتسيك الأوكراني، ومن ثم إلى نادي فاليتا المالطي الذي كان محطته الأخيرة كلاعب، حيث تحول بعد ذلك للتدريب والعمل الإداري، وهو يعمل حالياً مديراً رياضياً لنادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي.
نجل بيكنباور.. لم يعش في جلباب أبيه:
“ستيفان بيكنباور” أبن الأُُسطورة الألمانيه فرانز بيكنباور.. ولم يشذ “ستيفان بيكنباور” نجم الأسطورة الألمانية الشهيرة فرانتز بيكنباور عن القاعدة، فهو دافع عن ألوان خمسة أندية المانيه هي بايرن ميونخ و وميونح 1860و كيكرز اوفنباخ و جرينشن و ساربروكن إف سي، لكنه لم يترك أي بصمة تُذكِر بماضي والده في الملاعب.
مواهب مُنتظره:
كريستيان مالديني:
ابن ال 18 عام يملك إمكانيات كبيره ويلعب في نفس مركز والده بالدفاع، ولك أن تعرف فقط عزيزي القاريء أن “كريستيان” سليل عائلة مالديني لتعلم أننا مقبلون علي مشاهدة مدافع كبير.. كيف لا ! .
ووالده باولو مالديني أحد أفضل المدافعين في التاريخ وجِده تشيزاري مالديني أسطورة التدريب الإيطاليه.
إنزو زيدان:
إبن الأُسطورة الفرنسيه زين الدين زيدان، ويلعب صاحب ال 19 ربيعاً كلاعب وسط ضمن صفوف الملكي مدريد للشباب “كاستيا”، ويقولون أنه يمتلك مهارات كبيره واسلوب لعبه يتشابه كثيراً مع والده، وسبق لجوزيه موينيو ضمه لتدريبات الفريق الأول منذ 3 أعوام.
ميتشيل بيركامب:
إبن اللاعب الدولي الهولندي المُعتزِل والذي يمتلك تاريخ طويل مع نادي أرسنال الإنجليزي دينيس بيركامب ميتشل ذوال 13 عاماً يتواجد في صفوف نادي أياكس أمستردام الهولندي، وبالرغم من صغر سنه فهو يلعب حالياً لأحد أندية الدرجه الثانيه في هولندا وهو فريق “المير”.
بروكلين بيكهام:
رغم أن أُسطورة الكرة الإنجليزية ديفيد بيكهام أنجب ثلاثة أبناء يبدون اهتماما بوظيفة الأب كل أبرزهم “بروكلين” الذي يبلغ 15 عاما، وسبق له الانضمام إلى عديد الأكاديميات الإنجليزية كفولهام وتشيلسي ومانشستر سيتي وأخيرا مع أرسنال، في الوقت الذي يهتم فيه الابنان الآخران روميو وكروز باللعبة ويتابعونها بشغف مثل والدهم.
إسحاق دروجبا:
المهاجم الإيفواري ديديه دروجبا يمتلك إبناً يرغب في السير على خطى والده حيث يلعب إسحاق دروجبا صاحب الــ15 عاماً في أكاديمية نادي تشيلسي وأستمر بها حتى بعد رحيل والده إلى اللعب في الدوري الصيني والتركي، ويقال أن دروجبا قد ذهب بطائرة خاصة من اسطنبول إلى لندن من أجل مشاهدة إسحاق في أحد مباريات تشيلسي.
جو فان دير سار:
إبن حارس المرمي الهولندي فان درسار، وكان يلعب بأكاديمية مان يونايتد وعند إعتزال والده عاد إلي هولندا معه حيث يلعب الآن ضمن ناشئي فريق اياكس.. ويُقال أنه الحارس المستقبلي لمنتحب الطواحين الهولنديه.
ايانس هاجي:
أُسطورة الكرة الرومانية جورج هاجي يمتلك إبناً يعشق كرة القدم ويرغب في أن يواصل نجومية والده حيث يرى البعض أن إيانس هاجي يمتلك بعض المهارات التي قدمها والده في ملاعب كرة القدم، ويتواجد اللاعب الصغير حالياً في نادي فيتوريل الروماني وهي نفس بداية والده.
ديفانتي كول:
إبن المهاجم الإنجليزي إندي كول، ويتواجد ديفانتي حالياً في نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ومن المتوقع انضمامه للفريق الأول في أقرب فرصه، كما شارك اللاعب في صفوف المنتخب الإنجليزي للشباب ويعتبره البعض موهبة واعدة في إنجلترا.
جوستين كلويفرت:
الهداف التاريخي للمنتخب الهولندي باتريك كلويفرت لديه أربعة أبناء في مختلف الأعمار ولكن يبدو أن أبنه جوستين فقط هو من يرغب في السير على درب والده، حيث يتواجد حالياً في صفوف فريق الشباب بنادي أياكس أمستردام الهولندي.
الخلاصه:
هناك الكثير من أساطير الكرة الذين خلفوا وراءهم أبناء أرادوا السير على خطاهم، ولكن الفشل الذريع كان حليفهم، لتصبح المقولة الشهيرة “ابن الوز عوام” لا تنطبق عليهم..
وهناك أيضاً الكثير من المواهب من أبناء النجوم ينتظر العالم رؤيتهم بشغف لربما يأتي الوقت الذي يمكن أن نقول فيه أن “هذا الشبل من ذاك الأسد”..
وهناك آخرون ممن نجحوا وذاع صيتهم وأصبحوا نجوماً لم تكن لهم أية جينات كروية.. إذن فالأمر يعتمد فقط علي “الموهبه” وهي لا توّرث.. فالموهبة هي اسـتعداد طبيعي لدى الإنسان، يولَد وهو مُزوَّد بها، وليس له دخل في وجودها.