تونس – رياضة العرب
تسلّم نبيل معلول القطار وهو يسير بل خارج عن السّكة بفعل أخطاء “كسبرجاك”، وتدخّلات الجامعة التي وضعت يدها في الطّبخة أثناء الـ”كان”، وقضت على من حيث لا تعلم على حلم جميل راود التونسيين لعدّة أيّام.
ولم يتمكّن نبيل من برمجة مباراة وديّة تخوّل له تجريب العناصر الأساسيّة و”الذّخيرة” الاحتياطيّة. كما أّن الرجل خسر مجهودات عدد لا يستهان به من اللاعبين المؤثرين وبعضهم من البدائل المهمّة وذلك لدواع مختلفة. وتضم قائمة المتغيّبين عن مباراة مصر أيمن المثلوثي، وأيمن عبد النّور، ومحمّد علي اليعقوبي، ووهبي الخزري، وأسامة الحدّادي، وأحمد العكايشي.
وبناء عليه فإنّه كان من الطبيعي أن يواجه معلول بعص الصعوبات لتحديد توجّهاته بمناسبة لقاء الغد أمام مصر بداية من الحادية عشرة ليلا.
سيناريو مطروح
لم تتّضح الرؤية بخصوص الخيارات الفنيّة لمدرّب المنتخب بمناسبة لقاء مصر. وتضاعف الغموض في ظلّ إعتماد معلول على “الويكلو” أملا في إضفاء قدر معلوم من “السريّة” على توجّهاته التكتيكيّة.
ورغم حرص مدرّبنا الوطني على “تخبئة” “أوراقه” فإنّ التمارين اللّيلية للـ”نّسور” كشفت جانبا مهمّا من “المخطّط” الذي يجهّزه نبيل على نار هادئة للإطاحة بمصر. ولم يحسم نبيل الأمور على مستوى حراسة المرمى حيث سيتواصل التنافس بين الجريدي وبن مصطفى وبن شريفيّة حتّى اللّحظات الأخيرة في سبيل “الخلافة” المؤقتة للـ”بلبولي”.
وفي المقابل، تبدو حظوظ صيام بن يوسف وشمس الدين الذوادي وافرة لقيادة محور الدّفاع وهو سبب الأوجاع في المرحلة السّابقة من مسيرة الـ”نسور” (نبيل اختبر أيضا ياسين مرياح في المحور).
ويدرس مدربنا الوطني امكانية التعويل على رامي البدوي في الخانة اليمنى ليضطلع بدور دفاعي بحت على أن يشارك في معاضدة الهجوم إن استطاع إلى ذلك سبيلا. وسيشغل علي معلول الجهة اليسرى على أن يكون أكثر “حريّة” من البدوي: أي أنّه سيقوم بدور بارز لمساندة الهجوم، وخلق التفوّق العددي علاوة عن أداء واجباته الدّفاعيّة.
مهارة هؤلاء
على مستوى وسط الميدان قد يقتفي نبيل أثر سلفه “كاسبرجاك”، ويراهن على العناصر التي تتمتّع بالمهارة الفنيّة ما يساعدها على النّجاح دفاعا وهجوما. ومن المرجّح أن يظهر بن عمر والفرجاني جنبا إلى جنب في مهمّة عسيرة رهانها كسب المعركة الأقوى في وسط الميدان.
ومن الواضح أنّ نبيل يشاطر “كاسبرجاك” الإيمان باللّمسة الفنيّة الحاسمة للمساكني، والسليتي. ومن المعروف أنّ هذا الثنائي حقّق الامتياز في الـ”كان” الأخيرة.
ولعبا دورا بارزا في صناعة اللّعب، وتسجيل الأهداف. ويبقى السؤال مطروحا بخصوص هويّة العنصر الذي سيرافق الرباعي المذكور، والذي قد يكون بمثابة همزة الوصل بين الوسط والهجوم.
وتؤكد الحصص “التجريبيّة” للمنتخب أنّ محترف “سوشو” محمّد وائل العربي قد يكون ضمن المرشّحين ليشغل هذا المركز.
مبدأ الأولويّة
واقعيا، يحظى هدّاف الترجي والبطولة طه ياسين الخنيسي بالأولويّة في الخط الأمامي للـ”نسور”. وعلى الأرجح أن يقود طه هجوم المنتخب في حوار الغد ما لم يضعه نبيل في اللّحظات الأخيرة على البنك بسبب الإرهاق الشّديد الذي انتابه في الفترة الأخيرة، والذي فرض عليه الخضوع إلى تمارين خاصّة في تربّص الـ”نسور”.
وإذا “ضحّى” نبيل بالخنيسي فإنّ الخيار قد يقع على حمدي الحرباوي. ويملك معلول ورقة أخرى من الواضح أنّه يفكّر في المراهنة عليها في التشكيلة الأساسية أوأثناء اللّعب. والحديث عن فخرالدين بن يوسف الذي بوسعه أن يلعب في الرواق أوفي مقدّمة الهجوم.
«السّلاح» التّقليدي
بالتوازي مع العمليات المركّزة، والمهارات الفرديّة التي بوسعها أن تحدث الفارق، وتساعد على اختراق الحصون المصريّة خصّص نبيل معلول حيّزا زمنيا كبيرا للكرات الثابتة في الحالتين الدفاعية والهجوميّة. وتبقى الكرات الثابتة من “الأسلحة” التقليديّة التي قد تفتح الطّريق المؤدي إلى الشباك المصريّة.