إعداد: سفيان أندجار
يضع نادي الوداد الرياضي لكرة القدم اللمسات الأخيرة على استعداداته للمشاركة في النسخة الافتتاحية الموسعة لكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة.
ويخوض الوداد، الذي تأهل للبطولة بفوزه بدوري أبطال إفريقيا عام 2022، منافسات المجموعة السابعة إلى جانب مانشستر سيتي الإنجليزي، العين الإماراتي وجوفنتوس الإيطالي.
ويدخل الوداد البطولة بعد خسارتين وديتين أمام إشبيلية الإسباني وبورتو البرتغالي.
يبدأ الفريق الأحمر مشواره في البطولة على ملعب «لينكولن فاينانشال فيلد» بفيلادلفيا، بنسلفانيا، في 18 يونيو ضد مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا، ويطرح أنصار الوداد تساؤلات حول مدى قدرة الفريق على تحقيق مشاركة مشرفة رغم أن القرعة لم تكن رحيمة بالفريق الأحمر بعدما وضعته في مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي، جوفنتوس الايطالي والعين الإماراتي بطل آسيا.
تشكيلة غير متوازنة والدفاع نقطة سوداء
تضم لائحة الوداد الرياضي عددا من اللاعبين المخضرمين الذين يعول عليهم الفريق من أجل خلق الفارق في «الموندياليتو»، من بينهم محمد الرايحي، هداف الوداد، الموسم الماضي، برصيد 11 هدفًا في 26 مباراة بالدوري.
ورغم بدايته الصعبة تحسن مستوى اللاعب مع توالي المباريات، إذ سجل تسعة من أهدافه في النصف الثاني من الموسم ويعد أحد أبرز مهاجمي الوداد، علما أنه حاز على جائزة الحذاء الذهبي للبطولة. لكن مع رحيل الجنوب إفريقي رولاني موكوينا ومجيء المدرب أمين بنهاشم تراجع أداء الرايحي بشكل كبير وفقد رسميته.
من جهته يعد المهاجم كاسيوس مايلولا، المعار من تورنتو إف سي، من أبرز لاعبي الوداد وسجل اللاعب، البالغ من العمر 23 عاما، خمسة أهداف وقدّم سبع تمريرات حاسمة في 27 مباراة بالدوري الموسم الماضي، إلى جانب مواطنه لورش الذي يعد سقاء الفريق الأحمر.
وشهدت القلعة الحمراء، خلال الفترة الأخيرة، توافد لاعبين جدد، في مقدمتهم نور الدين أمرابط والسوري عمر السومة، وعزيز كي والهنوري، والبرازيلي غييرمي فيريرا والمدافع بارت مايرز، ويحاول الفريق أن يعتمد عليهم لخلق الفارق خلال كأس العالم.
في المقابل يطرح أداء خط دفاع الوداد أكثر من علامة استفهام نظرا لمستواه المتواضع هذا الموسم وعجزه عن الحفاظ على نظافة شباكه، ويبقى الحارس مهدي بن عبيد مفتاح حفاظ الفريق الأحمر على شباكه نظيفة.
وعود أيت منا الواهية
فشل هشام أت منا، رئيس الوداد الرياضي لكرة القدم، في حسم عدد من الصفقات قبل أيام قليلة من انطلاق كأس العالم للأندية، إذ، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، عجز رئيس الوداد عن ضم مجموعة من اللاعبين، رغم أنه صرح، أكثر من مرة، أنه يعد بمفاجآت كثيرة قبل انطلاق «الموندياليتو».
وتعرض أيت منا لانتقادات من لدن أنصار الوداد وعدد من المنخرطين بعدما فشل في تحقيق الوعود التي قطعها بعد انتخابه رئيسا للنادي، بالإضافة إلى اتخاذه العديد من القرارات الخاطئة أبرزها التعاقد مع عدد من اللاعبين لم يقدموا أي إضافة للنادي.
إلى ذلك ضيع الوداد فرصا كثيرة من أجل الترويج للنادي واستغلال الحدث العالمي، إذ بعدما قامت مجموعة من الأندية المشاركة بإبرام تعاقدات مع شركات عالمية والاستفادة من سيولة المالية، فإن الوداد تعذر عليه الأمر بسبب تماطل المكتب المسير ورفضه التعاقد مع مستشهرين بقيمة 3 ملايير سنتيم، علما أن الفريق أتيحت له
فرصة تاريخية بعدما تم ربط اسمه بالتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكنه أهدرها.
ويعاني الوداد، كذلك، من تراجع كبير في «الديجيتال»، وهو الأمر ذاته الذي عانى منه الفريق بشكل كبير في عهد رئيسه السابق سعيد الناصيري ويعانيه حاليا مع خلفه أيت منا، إذ لا ترقى صفحات النادي الرسمية إلى حجم الفرق وقاعدته الشعبية.
وكشفت مصادر متطابقة أن الوداد، بسبب سوء تدبيره للمشاركة العالمية، خسر ما يقارب 5 ملايير سنتيم كان يمكن له أن يستفيد منها في حال نجح في استغلال الحدث العالمي.
جمهور الوداد: لن تلعب وحيدا
تواصل موقع مع بعض أعضاء «إلترا وينرز» المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، حيث أكدوا استعدادهم لتقديم كل الدعم للفريق المغربي.
وهناك تنسيق كبير بين الأنصار، وتحديدا فصيل «إلترا وينرز»، مساند الوداد، الذي وضع، عبر خلاياه بكل من أمريكا وكندا، برنامجا خاصا لاستقبال الفريق وتشجيعه خلال الحدث العالمي.
ونجح المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية في استخلاص ترخيص من أجل القيام بتجمعات في ثلاثة أماكن بداية من 17 من الشهر الجاري في فيلالديلفيا، وتحديدا في الساحة الرئيسية بشارع جون كينيدي، وسيتم التقاء المشجعين على الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت الأمريكي، على أن يكون تجمهر ثان أمام ساحة متحف «أو آرت» بمنطقة بينجامين برانكلين في التوقيت نفسه، على أن يتم تنظيم تجمع ثالث بواشنطن في 25 من يونيو، قبل مواجهة العين الإماراتي، بالساحة الشهيرة «فريدم بلازا» بواشنطن.
يستلهم خططه من كبار المدربين العالميين ويعد بقيادة فريق القلب نحو المجد
بنهاشم.. عاشق الوداد الحالم بخلق المفاجأة
أقال الوداد رولاني موكوينا، مع اقتراب نهاية الموسم، بعد فشله في ضمان التأهل إلى دوري أبطال إفريقيا 2026.
وتم استبدال المدرب الجنوب إفريقي بالإطار الوطني محمد أمين بن هاشم، الذي أنهى الموسم بثلاثة انتصارات متتالية لينجح في ضمان المشاركة في كأس الكونفدرالية الموسم القبل بعد احتلاله المركز الثالث في الترتيب النهائي.
وقام بنهاشم بإعداد برنامج بدني وتقني يهدف إلى تجهيز الفريق بأفضل صورة ممكنة قبل خوض «الموندياليتو».
ويراهن الطاقم الفني للوداد على هذه المرحلة التحضيرية لتقوية الجانب البدني، خاصةً بعد موسم محلي طويل، إلى جانب تعزيز الانسجام التكتيكي داخل المجموعة.
ويولي المدرب أهمية كبرى للجانب الذهني كذلك، في ظل التحديات التي تنتظر الفريق في مواجهة أندية من الطراز الرفيع.
وكان أمين بنهاشم عبر عن مدى فخره واعتزازه بتدريب الوداد الذي يكن له حبا كبيرا، مؤكدا أنه طالما حلم بهذه اللحظة التاريخية.
وقال بنهاشم، في أول تصريح له عقب تسلمه المهمة، إنه ارتبط بالوداد منذ نعومة أظافره ويتحدر من أسرة ودادية ومارس في صفوفه، ورغم رحيله عن النادي وسفره إلى كندا عاد إليه عبر بوابة التدريب وكان جد سعيد عندما اشتغل مساعدا للمدرب البلجيكي سفين فانديربروك قبل ثلاث سنوات، قبل أن يعود هذا الموسم إلى القلعة الحمراء مديرا رياضيا وبعدها مدربا رسميا وسيقود الفريق في كأس العالم للأندية.
وقال بنهاشم: «عشقت الوداد بكل جوارحي، فأبي كان لاعبا بالنادي، ولدي ارتباط وجداني كبير بالوداد. الآن أنا مدرب للفريق ودوري أن أقوده نحو الألقاب والعودة إلى منافسة عصبة الأبطال الإفريقية التي تعد المكان الاعتيادي للفريق الأحمر في القارة السمراء».
