رياضة العرب:
لم يأت اللقاء المرتقب بين الحارسين الإسباني إيكر كاسياس، والإيطالي جيانلويجي بوفون على النحو المتوقع، بسبب التفوق الكاسح ليوفنتوس على بورتو، في المباراة، التي فاز بها الأول بهدفين نظيفين أمس، الأربعاء، في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
وبعيدا عن المقارنة المستحيلة بين أداء الحارسين، اللذين أطلقت صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت” الإيطالية على المنافسة بينهما لقب “مواجهة بلا نهاية”، نجح بوفون في التغلب على كاسياس، بفضل النتيجة الإيجابية، التي حققها فريق السيدة العجوز.
وعاد الحارس الإيطالي إلى تورينو بشباك نظيفة، حافظ عليها بأقل مجهود، نظرا لندرة الهجمات، التي شنها بورتو، صاحب الأرض، على مرماه.
وتعتبر هذه المباراة هي السادسة من أصل 7 مباريات، التي لا يتلقى فيها بوفون أي أهداف.
وعلى النقيض، عاش كاسياس في حراسة مرمى بورتو ليلة عصيبة، فرغم استقبال شباكه لهدفين، فقد ذاد عن مرماه في بعض الهجمات، ونجح في التصدي لكرات خطرة، أبرزها تسديدة المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيجواين، والتي ارتطمت بأحد مدافعي بورتو، ليضطر الحارس للارتماء بجانب القائم الأيمن للمرمى لإنقاذ فريقه من هدف محقق.
ولم يكن بمقدور كاسياس فعل أي شيء حيال الهدفين، اللذين هزا شباكه، حيث جاء الهدف الأول بأقدام الكرواتي ماركو بجاكا من تصويبة قوية، عقب ارتداد الكرة بشكل خاطئ من مدافع الفريق البرتغالي، ميجيل لايون، فيما جاء الهدف الثاني بأقدام البرازيلي داني ألفيس، الذي نجح في السيطرة على الكرة بمهارة كبيرة قبل أن يسدد من داخل منطقة الجزاء.
احترام متبادل
ويبقى الاحترام المتبادل بين الحارسين شيئا مميزا، وهو ما ظهر جليا بعد عناقهما الحار لبعضهما البعض قبل اللقاء، إضافة إلى ما قاله كاسياس عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، معتبرا بوفون الحارس الأفضل في التاريخ.
ورد بوفون على تغريدة الحارس الإسباني المخضرم، قائلا: “أنا لا أختار، نحن الأفضل”.
وقال كاسياس، الذي خرج من حسابات المدرب الجديد للمنتخب الإسباني، قبل المباراة: “تجمعنا منافسة صحية وإيجابية، نشبه بعضنا البعض، اللعب أمامه دائما ما يكون مصدرا للسعادة”.
ووصل مجموع عدد المباريات، التي لعبها الحارسان، في بطولة دوري أبطال أوروبا إلى 250 مباراة، ولكن الإسباني يملك الرقم القياسي في عدد المشاركات في هذه البطولة، بواقع 163 مباراة، بما فيها مباراة الأمس.
وبعد أن وصلت عدد مبارياته في البطولة الأوروبية إلى 102 مباراة، دخل بوفون إلى نادي المئة، الذي لم ينل شرف عضويته سوى 5 حراس فقط.
وقد تكون النسخة الحالية من البطولة هي الفرصة الأخيرة لحارس المنتخب الإيطالي، 39 عاما، للفوز بلقب دوري الأبطال، الذي وصل إلى مباراته النهائية مرتين.
وفي المقابل، حصد كاسياس، الذي يصغر بوفون بخمسة أعوام، على اللقب الأوروبي 3 مرات مع ريال مدريد، إلا أنه لا يزال يطمح في المزيد.
وقال كاسياس “لقب مثل هذا يمكنه أن يؤكد على أهميتك كلاعب، أتمنى أن أفوز به للمرة الرابعة”، ولكن يبدو أن تحقيق هذه الأمنية في النسخة الحالية من البطولة بات أمرا صعبا للغاية بعدما آلت إليه نتيجة مباراة أمس.