فاجأت المجموعة المالكة لنادي تشلسي الإنجليزي، بقيادة الملياردير الأميركي تود بويلي الجميع في الوسط الكروي الأوروبي والعالمي بإنفاق قياسي خلال ثمانية أشهر فقط منذ امتلاك النادي، خلفا للمالك السابق، الملياردير الروسي رومان إبراهيموفيتش، والذي تم إجباره على التخلي عن ملكيته بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية ضد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية.
وضخت المجموعة الأميركية أموالا طائلة بلغت نحو 600 مليون دولار في 8 أشهر، على ضم لاعبين جدد، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول العائدات التي يتوقعها النادي جراء هذا الإنفاق الضخم والهائل.
وعلى الرغم من هذا الإنفاق القياسي والذي تعدى مستوى ما انفقته باقي الأندية الإنجليزية والأوروبية الكبيرة، إلا أن تشلسي، بات خارج حسابات الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتل المرتبة التاسعة بـ 30 نقطة، بفارق 20 نقطة عن أرسنال المتصدر. وودع أيضا بطولتي الكأس (الاتحاد والرابطة)، وتبقت له المنافسة على بطولة واحدة في الموسم الجاري، هي دوري أبطال أوروبا، حيث سيواجه في ثمن النهائي بعد أسبوع، دورتموند الألماني.
إنفاق قياسي
وكانت المفارقة أن تشلسي أنفق مبالغ كبيرة جدا تعدت نصف مليار دولار، مناصفة بين سوقي الانتقالات الصيفية والشتوية، آخرها صفقة الشاب الأرجنتيني إينزو فيرنانديز، أفضل لاعب شاب في مونديال 2022، والذي تعاقد معه تشلسي قادما من بنفيكا البرتغالي مقابل 130 مليون دولار.
وتمثلت باقي التعاقدات بخصوص الصيف الماضي في: 100 مليون دولار على فوفانا، و70 مليونا على السنغالي كوليبالي، و70 مليونا على الإسباني كوكوريلا، و60 مليونا على رحيم سترلينغ، ثم في يناير 10 ملايين على أوباميانغ، و75 مليون دولار على الكرواتي مودريك، و130 على إينزو، و40 مليونا على بادياشيلي وماو غوستو بـ 30 مليونا، ولاعبين آخرين.
ولتجنب أي عقوبات بخصوص “اللعب المالي النظيف”، قام نادي تشلسي بتوقيع عقود طويلة الأجل مع لاعبيه الذين استقدمهم بمبالغ كبيرة جدا، ومنهم إينزو ومودريك، حيث يمتد عقديهما إلى 8 سنوات ونصف السنة.
عائدات الأبطال
عادة ما تراهن الأندية على العائدات الضخمة، بناء على إحراز البطولات، والسمعة العالمية لنجومها، وفي حالة تشلسي، الأمر معقد للغاية، كما يرى مختصون في الاقتصاد الكروي بإنجلترا، خاصة وأن النادي قام بتجميع عدد كبير من اللاعبين، دون رؤية مستقبلية واضحة، بعد أن دفع مبالغ قياسية.
بينما في الموسم الجاري، لا يتصور أن يحقق عائدات كبيرة، كونه ينافس على بطولة واحدة عمليا، هي دوري أبطال أوروبا، وهو غير مرشح قوي فيها، إلى جانب أنه لا يضمن كيف سيكون الوضع في الموسم المقبل، بجانب أن الرهان على إعادة بيع بعض نجومه، لن يكون مجديا، كونه سينتظر تألقهم بشكل كبير للغاية، وفي حال كان العكس سيكون قد تلقى ضربة موجعة، إذ ستنخفض قيمتهم السوقية، وهذا كله بسبب أن صفقاتهم تمت بمبالغ كبيرة للغاية، بخلاف استقدام نجوم شباب بمبالغ أقل ثم إعادة بيعهم لاحقا بمبالغ كبيرة.
ريال مدريد في المقابل خلال الموسم الماضي، لم يقم بالإنفاق كثيرا على اللاعبين، لكنه مع ذلك أحرز لقبي الدوري والأبطال، وبلغت عائداته 750 مليون دولار، ثلثها من مشواره في أبطال أوروبا، وهي من البطولات المهمة للغاية، ووحده الفوز بها قد يخفف من وطأة الإنفاق الكبير لنادي تشلسي في الاشهر الماضية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news