حسن البصري:
كيف عشت إحباط ما بعد النهائي الفرانكوفوني؟
مباريات رائعة في جميع مراحل التصفيات، وكذا المباريات الإعدادية التي أجريناها، لكننا لم نتقاض أي منحة، بالرغم من المعسكرات الطويلة التي خضعنا لها، والمباريات التي قدمنا في هذه الدورة، حتى رتبة وصيف البطل إنجاز ودليل على أن اللاعبين المحليين كانوا قادرين على مواجهة المحترفين. على العموم كان لنا أجر الاجتهاد، لقد مثلنا المغرب خير تمثيل وهذا هو الأهم في نظري، علما أن افتتاح الألعاب الفرانكفونية عرف عرسا رائعا أمام أزيد من 70 ألف متفرج بملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
كنت من المساهمين في إنجاز تاريخي للرجاء، يوم الظفر بكأس إفريقيا للأندية البطلة، هلا حدثتنا عن هذه المحطة الهامة في مسارك الكروي؟
الوصول إلى النهائي معناه التميز في المباريات الإقصائية، ضد فرق إفريقية قوية جدا وفي ظروف ليست كظروف اليوم، من حيث التنقل الجوي والتحكيم والملاعب. الرجاويون يذكرون مباراة قوية ضد نادي تونير كالارا ياوندي الكاميروني برسم ذهاب نصف النهائي، وكيف فزنا أداء ونتيجة على بطل الكاميرون في تلك الحقبة التاريخية. لقد فزنا في الدار البيضاء بهدفين دون رد، قبل أن نتعادل إيابا في ياوندي بهدفين لمثلهما، في مباراة كانت أشبه بـ«فيستيفال» كروي، لنتأهل إلى المباراة النهائية ضد فريق مولودية وهران الجزائري، الذي كان يملك امتياز إجراء المباراة الفاصلة في مدينة وهران وأمام جمهوره.
كان مولودية وهران مسيطرا على البطولة الجزائرية، وحاضرا بقوة في المنتخب الجزائري، كيف واجهتم شبه منتخب محلي؟
كان الفريق الجزائري حاضرا بقوة في المنتخب الأول، تقريبا ستة عناصر أساسية واجهتنا في النهائي، وكانت قوة هذا النادي في هجومه بوجود بلومي وماروك ومزيان ومشري ولا ننسى الشريف الوزاني. لهذا فخلال الحصص التدريبية، التي سبقت مباراتي الذهاب والإياب، كان المدرب رابح سعدان في ملعب مصرف المغرب بسيدي معروف، يوصينا بالحيطة والحذر من خط الهجوم الوهراني، لحسن حظنا أن مدربنا كان جزائريا وعارفا بمولودية وهران ويملك خططا لوقف هجمات لاعبيه.
لماذا عرفت مباراة الذهاب احتجاجا من طرف الجزائريين؟
مباراة الذهاب النهائية لكأس إفريقيا للأندية البطلة لسنة 1989 بالدار البيضاء انتهت بهدف دون رد لصالح الرجاء. احتج الوهرانيون بقوة على الهدف الذي سجله اللاعب ساليف بدعوى أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى. لكن في مباراة «دونور» لم يكن خصمنا هو مولودية وهران بقدر ما كانت الأمطار خصمنا، حيث كانت أرضية الملعب في وضعية سيئة لم تكن تسعفنا على تقديم الكرة التي نجيدها.
مباراة الإياب كانت حاسمة، أليس كذلك؟
فزنا في الدار البيضاء بهدف يتيم، وكان علينا الحفاظ عليه في مباراة الإياب بوهران. في تلك الفترة كانت الحدود مفتوحة بين المغرب والجزائر، فدخل عدد كبير من المشجعين المغاربة عبر وجدة. كنا نقيم في فندق وسط وهران، لكن في الليلة التي سبقت المباراة كان الفندق يشهد حفل زفاف. الجمهور الوهراني هجم على الفندق كي يؤثر علينا بهتافات وأهازيج جزائرية وهو يتوعدنا بالخسارة. كنت أطل من الشرفة في الساعة الثانية صباحا حيث كنا نلعب «الكارطة» حتى لا ننشغل بضغط المباراة النهائية. وكنت أرد على الجمهور الوهراني وأتوعدهم بدوري بحمل الكأس من وهران إلى الدار البيضاء.
يقال إن مشكل «العمادة» طرح بحدة، هل هذا صحيح؟
شارة العمادة طرحت مشكلا في صفوف الرجاء قبل المباراة، حيث قرر رابح سعدان، باستشارة مع حمان، منح اللاعب فتحي جمال الشارة خلفا لسعيد الصديقي الذي غاب عن مباراة الإياب لحصوله على إنذارين، وكان عميدا في مباراة «دونور». غضب حسن موحيد بشدة، وقلت لسعدان إن حسن أقدم من فتحي جمال داخل الرجاء، ولم تعد تفصلنا عن مباراة نهائية إلا ساعات، كنت على يقين أن حسن موحيد لن يلعب وقد يقاطع المباراة النهائية إذا حرم من الشارة وهو يحلم بتسلم الكأس ودخول التاريخ من بابه الواسع، فضلا عن تجربته في قيادة المجموعة و«الكاريزما» التي كان يتمتع بها.
هل أخطأ مسؤولو مولودية وهران حين غيروا الملعب؟
أظن أنها غلطة مسؤولي مولودية وهران، حين قرروا لعب نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة بملعب آخر غير الملعب الذي اعتادوا اللعب فيه، وعلى أرضيته قهر مولودية وهران جميع خصومه في التصفيات، من تونسيين وسودانيين وزامبيين، بحصص مريحة. لا أدري من أفتى عليهم بتغيير الملعب قبيل مواجهة الرجاء، حتى مسؤولو الرجاء احتجوا لدى «الكاف» واستفسروا عن سر استبدال الملعب دون أن يعلموا أن التغيير في صالحنا.
هل صحيح أن المدرب الجزائري رابح سعدان انتابته نوبة بكاء قبيل المباراة؟
فعلا لقد بكى سعدان بحرقة، كان في اجتماع معنا حول المباراة التي لم تكن تفصلنا عنها إلا ساعات، لم يشعر وهو يطلب منا إهداءه الكأس القارية الأغلى، حتى انسابت دموعه ودخل في نوبة بكاء. كان هذا المشهد كافيا لنعرف حجم الضغط الذي كان يشعر به المدرب، خاصة وأن أخبارا تحدثت عن هجوم على بيته وتهديدات طالته، حتى الهتافات التي سمعناها قبالة الفندق كانت تستهدفه.