لم يكن الخطأ الفادح الذي ارتكبه طاقم تحكيم مباراة ليفربول وتوتنهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، الأول من نوعه في الملاعب بحضور “الفيديو المساعد”، إذ ما زالت الملاعب تعج بالأخطاء المؤثرة على النتائج -بعضها مريب- على الرغم من تدخل التكنولوجيا في الرياضة وكل محاولات تضييق دائرة الأخطاء التقديرية البشرية.
كرة القدم تحولت إلى “آلة” ترتبط بإشارات وموجات وإشعارات تنبه الساعة في يد الحكم حال تجاوزها خط المرمى بكامل استدارتها من عدمه، وهناك مراقبة شاملة لكل تفاصيل وتحركات اللاعبين، ورصد حتى للنملة في المستطيل الأخضر بتوفر 12 كاميرا على أقل تقدير بالمباراة الواحدة -وصلت في كأس العالم “قطر 2022” إلى أكثر من 45 كاميرا- بمعنى أن الخطأ يجب أن يكون ممنوعاً في وجود “الفار”!.
ولكن ما نشاهده في الملاعب بمرحلة ما بعد تطبيق “الفار” يثير الشك والقلق على حقوق الأندية التي تصرف الملايين ولكنها بالمقابل ما زالت تدف الضريبة الباهظة بسبب أخطاء التحكيم “بشرياً وإلكترونيا”!.
ويبدو أن مساعي حصر الأخطاء إلا أن كرة القدم تأبى تجريدها من معناها الحقيقي بوصفها لعبة قابلة للخطأ والحظ وربما تتخلى أيضاً عن المبالغة في التكتيك والتعقيدات الفنية، وتعود إلى سجيتها ومهاراتها على الشاكلة البرازيلية والأهداف “المارادونية”.
“الإمارات اليوم” ترصد أبرز الأخطاء تحكيمية التي أثارت جدلاً واسعاً في ملاعب العالم بحضور “الفار”، على النحو التالي:
ظلم فادح على ليفربول
حالة غريبة جداً حدثت في قمة ليفربول وتوتنهام حين ألغى الحكم سيمون هوبر هدفاً للاعب ليفربول الكولومبي دياز بعد تمريرة من المصري محمد صلاح على اعتبار أن دياز كان متسللاً وبالعودة إلى غرفة “الفار” حدثت حالة من التخبط بين حكام المباراة، أظهرت نقطة ضعف كبيرة في التواصل بين الحكام على الأرض وحكام “الفار”.
حكم “الفار” اتبع الخطوات التقليدية ورسم خطوط التسلل التي أظهرت أن دياز لم يكن متسللا، وكان إنغلاند يعلم ذلك، لكن حالة فقدان في التركيز عاشها حكم “الفار” جعلته يعتقد أن الحكم سيمون هوبر قد احتسب الهدف في الوقت الذي كان فيه هوبر قد ألغى هدف دياز بالفعل، في مشهد مريب وغريب!.
“الفار” مُعطل.. حاول مرة أخرى
توقفت مباراة الإياب في الدور النهائي لدوري أبطال إفريقيا عام 2019 بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي بعد مرور نحو ساعة على انطلاقها وسط جدل حول “الفار”.
بعد نهاية مباراة الذهاب بالتعادل 1-1 في الرباط، تقدم الترجي المضيف 1-صفر، وفي الشوط الثاني، أدرك الوداد التعادل ألغاه الحكم الغامبي باكاري غاساما، وأظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية أن صاحب الهدف وليد الكارتي لم يكن متسللا، ووسط مطالبة من لاعبي الوداد بالعودة إلى تقنية الفيديو لمراجعة الهدف، توقفت المباراة، إذ تبين أن غرفة “الفار” معطلة لذلك لم يتم التجاوب مع مطالبات الوداد بالعودة للتقنية في حالة هدفه.
وانسحب الوداد من المباراة، ورفع دعوى قضائية ضد الاتحاد الإفريقي لكن محكمة التحكيم الرياضية “كاس” رفضت إعادة المباراة وقضت بمنح لقب دوري الأبطال للترجي.
رغم “الفار”.. حكم يعجل بزمن المباراة
شهدت مباراة تونس ومالي في كأس أمم إفريقيا 2022 فضيحة تحكيمية ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة السادسة وانتهت بخسارة “نسور قرطاج” بهدف نظيف، إذ أنهى الحكم الزامبي جاني سيكازوي المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي من عمر اللقاء (90 دقيقة)، حيث أطلق صافرته معلنا فوز مالي بهدف دون مقابل في الدقيقة 89 و45 ثانية أي قبل نهاية الوقت الأصلي بـ15 ثانية فاستدعته غرفة “الفار” وأبلغته بالخطأ فأعاد اللاعبين للملعب ولكنه أيضاً أطلق صافرته قبل انتهاء الوقت المحتسب بدلاً من الضائع “رغم الفار” وخلافه!.
وخرج وقتها مدرب المنتخب التونسي منذر الكبير عن طوره ودخل أرضية الملعب معترضا مع لاعبيه على قرار الحكم ولاسيما أن المنتخب المالي كان يلعب في الدقائق الأخيرة بعشرة لاعبين بعد تعرض أحد لاعبيه للطرد.
كأس العالم لم يسلم من الأخطاء
أثار هدف اليابان الثاني في مرمى إسبانيا بكأس العالم “قطر 2022” كثيرا من الجدل، بعد أن ظهرت الكرة وكأنها تجاوزت خط الركنية قبيل الكرة العرضية التي جاء منها هدف تاناكا في الدقيقة 51.
وأحدث هذا الهدف ضجة كبيرة، لأنه أولا أسقط إسبانيا (بطلة العالم 2010) بنتيجة 2-1، وأقصى ألمانيا (بطلة كأس العالم 4 مرات) من دور المجموعات في مونديال قطر رغم فوزها على كوستاريكا 4-2، فهزيمة إسبانيا أمام اليابان جعلتها تتساوى مع ألمانيا بالنقاط (4 نقاط)، وتأهلت إسبانيا في المركز الثاني بعد اليابان، بسبب فارق محصلة الأهداف المسجلة في الدور الأول (6 لإسبانيا و1 لألمانيا).
وأظهرت الصور التي التقطت للكرة اليابانية أنها فعلا لم تعد تلامس خط الركنية، مما جعل البعض يعتقد أن الهدف كان يجب أن يلغى ولكن تم احتسابه وسط جدل كبير ما زال متواصلاً حتى اللحظة ورغم وجود “الفار”!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news