يخوض العين في الساعة الخامسة من فجر غد بتوقيت الإمارات، مواجهة من العيار الثقيل مع مانشستر سيتي الإنجليزي، على استاد «مرسيدس – بنز» في مدينة أتلانتا الأميركية، ضمن الجولة الثانية لحساب المجموعة السابعة في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في لقاء سيكون فيه «الزعيم» مطالباً بخوض المواجهة بعقلية قتالية وشجاعة عالية.
وتُمثّل المباراة مفترق طرق أمام العين في مشواره بالبطولة، بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها في الجولة الافتتاحية أمام يوفنتوس الإيطالي بخمسة أهداف نظيفة، في نتيجة لا تعكس الإمكانات الحقيقية للفريق، ولا الطموحات التي جاءت بها بعثة العين إلى البطولة العالمية.
وفي ظل الفوارق الفنية الواضحة لصالح مانشستر سيتي، بقيادة العملاق النرويجي إيرلينغ هالاند، سيجد لاعبو العين أنفسهم مطالبين بالتحرر من الضغوط والتوقعات، والدخول إلى أرضية الملعب بعقلية مختلفة عن لقاء يوفنتوس، مدفوعين بالرغبة في تقديم أداء مشرف يعكس قيمة النادي وتاريخه القاري، مع الإيمان بحظوظهم في المنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة للدور الثاني.
وأخرج الجهاز الفني للفريق، بقيادة الصربي فلاديمير إيفيتش، اللاعبين من أجواء الإحباط، خلال التدريبات التي اتسمت بالحماسة والتركيز، إذ بدا واضحاً أن اللاعبين استوعبوا حجم التحدي المقبل، وأبدوا رغبتهم في استعادة التوازن وتقديم أداء يليق باسم العين، حتى وإن كانت المهمة أمام أحد أقوى الفرق في العالم، بقيادة المدرب الإسباني المخضرم، بيب غوارديولا.
وعلى الرغم من صعوبة المواجهة، فإن فريق العين لا يخلو من الأسلحة التي قد تُحدث الفارق، إذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح، ويبرز المهاجم التوغولي لابا كودجو في مقدمة خيارات «الزعيم»، بعد أن كان قريباً من التسجيل في مواجهة يوفنتوس.
وسيتعين على الدولي المغربي، سفيان رحيمي، الظهور بشكل مختلف، خصوصاً أنه يُنتظر منه الكثير في هذه المباراة، بفضل سرعته وقدرته على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، إضافة إلى صانع الألعاب الباراغوياني، أليخاندرو كاكو، الذي يمكن أن يلعب دوراً حيوياً في الربط بين الخطوط وصناعة الفرص.
ويتوقع أن يواصل فلاديمير الاعتماد على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي كأحد مفاتيح المواجهة، لكنه سيكون مطالباً بالاستمرار خلال اللقاء في توجيه لاعبيه لتضييق المساحات أمام مفاتيح لعب «السيتي»، خصوصاً في الأطراف، واستغلال أي فرصة لهجوم مرتد، ما يتطلب من لاعبي الوسط والهجوم تركيزاً عالياً وسرعة في التنفيذ.
وفي المقابل، فإن خط الدفاع بقيادة المحاور الدفاعية، ومن خلفهم حارس المرمى، سيكونون أمام تحدٍ استثنائي، يتمثّل في الحد من خطورة الفريق الإنجليزي الذي يتمتع بمنظومة هجومية متكاملة، وقدرة عالية على التحكم في الإيقاع، والضغط المستمر على المنافسين.
وتكمن واحدة من أهم فرص العين في عنصر المفاجأة، إذ يدخل الفريق اللقاء بأقل قدر من الضغوط، مقارنة بمانشستر سيتي الذي يُنظر إليه كمرشح فوق العادة للقب، ما قد يمنح لاعبي «الزعيم» هامشاً للمبادرة واللعب بحرية نسبية، في ظل إعلان غوارديولا نيته الدفع بـ10 لاعبين جدد في التشكيلة، ما قد يمنح العين فرصة لاقتناص الثغرات إن وُجدت.
ومع ذلك، فإن الواقع يفرض على العين التعاطي مع اللقاء بأقصى درجات التركيز والجدية، خصوصاً أن «السيتي» فريق لا يمنح الخصم الكثير من الوقت أو المساحات، ويمتلك قدرة فائقة على الاستحواذ والضغط العالي، ما يجعل أي هفوة أو سوء تمركز قابلاً لأن يُترجم إلى هدف في أي لحظة.
من جهته، يدخل مانشستر سيتي اللقاء بمعنويات مرتفعة، بعد فوزه المريح في الجولة الأولى على الوداد البيضاوي المغربي بهدفين دون مقابل، رفعت رصيده إلى ثلاث نقاط في المركز الثاني خلف يوفنتوس، بفارق الأهداف. ويسعى الفريق الإنجليزي إلى حسم تأهله مبكراً إلى دور خروج المغلوب، قبل خوض الجولة الأخيرة أمام الفريق الإيطالي.
عيناوية: ما حدث أمام يوفنتوس يجب ألا يتكرر
العين تلقى صدمة كبيرة بالخسارة القاسية أمام يوفنتوس. أ.ف.ب
نشر الموقع الرسمي لنادي العين تقريراً رصد من خلاله ردود فعل جماهير «الزعيم» الموجودة في أميركا، استُبدلت فيه علامات الصدمة بسبب الخسارة من يوفنتوس 0-5 في كأس العالم للأندية 2025، بإشارات الإصرار والتحدي قبل مواجهة غد مع مانشستر سيتي الإنجليزي، مشددين على أن «ما حدث في المباراة الأولى يجب ألا يتكرر».
وأكد التقرير أن أجواء الإحباط تحوّلت خلال 48 ساعة فقط إلى طاقة دعم متجددة، حيث استُبدلت علامات الصدمة بإشارات الإصرار والتحدي. وأضاف أن جماهير العين لم تنكفئ على ألم الخسارة، بل عبّرت بقوة عن وقوفها خلف الفريق، مجتمعة على رسالة واحدة أن «الزعيم لا يُقاس بخسارة، بل بما يصنعه بعدها».
وأوضح تقرير الموقع الرسمي أن قناتي أبوظبي الرياضية وDAZN العالمية أجرتا لقاءات ميدانية مع عدد من مشجعي الفريق عقب نهاية المواجهة، عكست عمق وخصوصية العلاقة بين النادي وجماهيره، ومدى التمسك بالأمل والدعم.
وقال سيف الساعدي، أحد مشجعي الفريق المقيمين في واشنطن، ضمن اللقاءات التي نقلها التقرير: «نحن هنا لأن العين في قلوبنا. نعم كانت الخسارة قاسية، لكن الفريق لديه القدرة على العودة، وسنظل خلفه في كل مباراة».
أما المشجعة «أم غلا» التي حضرت من نيوجيرسي، فقالت: «فريق العين يمرض ولا يموت. من الطبيعي أن نتألم، لكن الأهم أن نمنح لاعبينا الثقة ليستعيدوا الروح».
وقال خالد المهيري، أحد أنصار الفريق الذي حضر اللقاء مرتدياً علم العين: «نقف مع الفريق اليوم أكثر من أي وقت. نؤمن بأن العين يمتلك رجالاً يعرفون كيف يردّون في الملعب».
ووفق ما نشره الموقع الرسمي لنادي العين، لم تخلُ الأصوات الجماهيرية من رسائل واضحة تطالب اللاعبين بتحمّل المسؤولية وتصحيح المسار، حيث عبّر راشد الكعبي المشجع القادم من أبوظبي، عن ذلك بقوله: «نحن نعاتب بمحبة، بل نطالب بمسؤولية. ما حدث أمام يوفنتوس يجب ألا يتكرر. ننتظر ردة فعل قوية أمام (السيتي) والوداد على حد سواء، وأتمنى التوفيق دائماً لفريقي».
وفي السياق ذاته، قالت خلود الجنيبي، المشجعة العيناوية القادمة من لوس أنجلوس: «الوفاء لا يعني الصمت، بل المطالبة بالأداء. جمهور العين يستحق فريقاً يقاتل حتى النهاية. لقد حصلنا على تذاكر مباريات الفريق الثلاث، وسنزحف خلفه إلى ولاية جورجيا لمتابعة مباراة مانشستر سيتي. ندرك أن المهمة ليست سهلة، لكن شعار العين وجماهيره يستحقان من اللاعبين أفضل مما قدّموه أمام يوفنتوس».
• فلاديمير إيفيتش حرص على إخراج اللاعبين من أجواء الإحباط، والتدريبات اتسمت بالحماسة والتركيز.
• «الزعيم» تعرض لخسارة قاسية في المباراة الأولى أمام يوفنتوس الإيطالي بـ5 أهداف دون رد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news